الدكتورة عائشة المانع.. قصة تحدي المرأة السعودية في مواجهة التقاليد والمجتمع

الدكتورة عائشة المانع.. قصة تحدي المرأة السعودية في مواجهة التقاليد والمجتمع

تُعتبر الدكتورة عائشة المانع واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في المملكة العربية السعودية. وُلدت عام 1942، وتلقت تعليمها في بيئة كانت تفتقر إلى الدعم الكافي للمرأة. منذ صغرها، كانت تحمل طموحات كبيرة، ولكنها واجهت تحديات كبيرة في سبيل تحقيق أحلامها.

خلاف الدكتورة عائشة المانع مع والدها: اختيار علم الاجتماع بدلًا من الطب

في حديثها مع برنامج “الليوان” على قناة “روتانا خليجية”، كشفت الدكتورة عائشة عن تجربتها الشخصية مع والدها، الذي كان يتمنى لها أن تصبح طبيبة. تقول: “الوالد كان يبغاني أصير طبيبة، مو أنا بس، كل أخواتي”.

على الرغم من أن والدها كان فخورًا بإنجازاتها الأكاديمية في البداية، إلا أن خيبة أمله ظهرت عندما اكتشف أنها سجلت في علم الاجتماع بدلاً من الطب. تعكس هذه التجربة التحديات التي تواجهها النساء في اتخاذ قراراتهن الأكاديمية والمهنية في مجتمعات تقليدية.

مسيرة 6 نوفمبر 1990: خطوة جريئة نحو حقوق المرأة

تحدثت الدكتورة المانع أيضًا عن مسيرة 6 نوفمبر 1990 في الرياض، والتي قادتها مجموعة من النساء للمطالبة بحقوقهن في قيادة السيارة. كانت هذه المسيرة نقطة تحول في تاريخ حقوق المرأة في السعودية، حيث أظهرت النساء شجاعةً كبيرة في مواجهة التقاليد.

 الصحفي صالح العزاز ودوره في توثيق المسيرة

تساءلت المانع عن كيفية معرفة الصحفي صالح العزاز بموعد المسيرة، حيث قالت: “نعرف زوجته لكنها لم تشارك معنا”. هذا يطرح تساؤلات حول كيفية توثيق الأحداث الاجتماعية وأهمية الإعلام في نشر الوعي حول قضايا حقوق المرأة.

الدكتورة عائشة المانع: ناشطة حقوقية رائدة

تُعتبر الدكتورة المانع مدافعة شرسة عن حقوق المرأة. تشغل حاليًا منصب مديرة الخدمات المساندة لمشافي “المانع”، وهي عميدة كلية “محمد المانع” للعلوم الطبية. كما أنها عضو بارز ومؤسس في مجلس الأمناء في الكلية.

تعكس مسيرتها المهنية التزامها العميق في دعم وتمكين النساء في المجتمع السعودي، حيث تسعى لتعليمهن وتوجيههن في مجالات العلوم الصحية.

مؤسسة “روافد”: دعم الطلاب في التخصصات الصحية

تدير الدكتورة المانع مؤسسة “روافد”، التي تهدف إلى دعم الطلاب في تعلم الاختصاصات الصحية. تلعب هذه المؤسسة دورًا حيويًا في تعزيز التعليم الصحي في المملكة، مما يسهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية.

 قضايا قانونية وصراعات عائلية: تجربة مؤلمة

في حديثها عن تجربتها الشخصية، ذكرت المانع أن إخوتها استولوا على كلية “المانع” التي أسستها، حيث أكدت أن شراكتها معهم كانت صورية. توضح قائلة: “إخوتي سلبوا مني كلية ‘المانع’ بدون أيّ وجه حق، مع أنني قمت بتأسيسها”.

تظهر هذه التجربة المعقدة التحديات التي تواجه النساء في المجتمع السعودي، خصوصًا عند تداخل الأمور العائلية مع المسائل القانونية.

مواجهة العقبات: شجاعة المرأة السعودية

تشكل تصريحات الدكتورة عائشة المانع مثالًا قويًا على شجاعة المرأة السعودية في مواجهة التحديات. على الرغم من الصعوبات التي واجهتها، إلا أنها استمرت في النضال من أجل حقوقها وحقوق النساء الأخريات.

 استجابة المجتمع : دعم ومقاومة

تواجه الدكتورة عائشة المانع دعمًا ومقاومة من مختلف شرائح المجتمع. بينما يعتبرها بعض الناس بطلة وناشطة حقوقية، ينظر إليها آخرون على أنها محرضة ومعادية للقيم التقليدية. يعكس هذا الانقسام في الآراء التحديات المستمرة التي تواجهها الناشطات في مجال حقوق المرأة.

دور الإعلام في تعزيز قضايا حقوق المرأة

تسلط تجربة الدكتورة المانع الضوء على أهمية الإعلام في تعزيز قضايا حقوق المرأة. من خلال البرامج التلفزيونية والمقابلات، يمكن للناشطات مثل المانع أن يصلن برسائلهن إلى جمهور أوسع، مما يسهم في تغيير المفاهيم السائدة.

تظل الدكتورة عائشة المانع رمزًا للأمل والتغيير في المجتمع السعودي. من خلال تجاربها الشخصية ونضالها من أجل حقوق المرأة، تفتح الأبواب أمام الأجيال القادمة من النساء لتحقيق أحلامهن وكسر القيود التقليدية.

ففي عالم يشهد تغييرات سريعة، تبقى المانع مثالًا على القوة والإرادة، مما يجعلها شخصية ملهمة لكثير من النساء في السعودية وخارجها.

الدكتورة عائشة المانع.. قصة تحدي المرأة السعودية في مواجهة التقاليد والمجتمع

محرر صحفي مهتم بأخبار المملكة العربية السعودية، وأخبار الخليج بشكل عام